top of page
Search

ما زلت واقفا...... رغم كل شيء!!

  • Writer: Kasr Alainy
    Kasr Alainy
  • Oct 1, 2022
  • 2 min read

منذ بضعة أعوام، وبأحداق لامعة تنير السماء، كنا نسترق النظر إلى الفضاء ونحن تائهون في آفاق مخيلاتنا. نرسم بأنامل بريئة لوحات متلألئة ترتدي حليا مزينا بأحلام أطفال لا يعرفون سوى البساطة، كنسيج حرير أبيض لم يرى سوادا قط. ننطر بفؤادٍ مطيب بالأمل مستقبلا باهيا يتراقص بخجل على ألحان النسيم. كل يوم تزداد تلك اللوحات جمالا و سحرا، و تساءلنا يا ترى متى نغدو كبارا يافعين؟

لكننا أمنا الزمان ولم نشعر به وهو يتسلل من خلفنا بأسهمه يصطاد لوحاتنا واحدة تلو الأخرى...حتى وجدنا أنفسنا أمام أبواب هذا القصر مكتظين بمشاعر لا نفهمها، و لا ندري أين الطريق. وها قد ركض الزمان بنا، و انقضت أربع سنوات... أربعة مروا كبرق اخترق السماء بلمح البصر، لكن يبدو أن ذلك البرق قد عبر من خلالنا. لم نعد ننتظر المستقبل، فقد ضلّت أعيننا ولا ترى سوى ذلك الحمل الثقيل غليظ الطبع فوقنا الذي أوشك أن يفتك بنا. لم نعد نرفع رأسنا إلى السماء لنحلم، وإن وضعنا رؤوسنا على وساداتنا آملين أن نشعر ببعض حنانها، نصادف ذكريات الماضي و هي تذبل... فكيف لها أن تزهو و الأرض تموت؟ اغرورقت قلوبنا بكلمات قاسية محفورة في أذهاننا تكاد أن تسمع ما به صمم، و عندما بحثنا عن الأمل حولها، وجدناه قد شاخ و خالط البياض شعره، و لا يقوى على التشبث.

ربما بالغت قليلا في الوصف، وربما لم أبالغ، لكن دعني أذكرك بشيء... مازلت واقفًا... حتى عندما أسقطت ذلك الحمل و اضطررت لسحبه من خلفك... مازلت واقفا...و عندما توقفت عن السير و الجميع حولك يركض... مازلت واقفا... وإذا شعرت أن تلك السنوات قد مرت هباءا؛ و بالرغم من أنها لم تمر هباءا، بل ملأت جوفك بدروس و أحكام كان يستحيل أن تتعلمها بطريقة أخرى، و عرفت من خلالها أناسا كاد حنينهم أن يفتح نوافذ العالم في قلبك...لكن، مازلت واقفا... ربما لم تدرك مخيلتك الصغيرة حينها أن للحياة ألوانا كثيرة الأسود فيها مهم كالأصفر ...وإن غزا السواد فيها باقي الألوان و لم يترك منفذا، لن يقدر على أن يمحو هويتها... فما بالك بهويتك أنت!

ها نحن ذا نقترب من بداية النهاية بإذن الله ... تلك النهاية التي كنا نخشى ألا نراها... و ربما تكون أطول و أصعب من البدايات الأخرى أو ربما نجد فيها جزءا تائها آخر من أنفسنا... لا ندري ماذا يحمل لنا القدر في جعبته. لكن أنصت جيدا... أجل ذلك الصوت الضئيل كحفيف الأشجار في يوم لا رياح فيه... ذلك الطفل مازال يحلم....فالأحلام لا تموت، حتى و إن مات الجسد.

بقلم الكاتبة: ريم أمجد


 
 
 

Comments


                                      © By Students of Kasr Al-Ainy                                  

  • Facebook
  • Youtube
bottom of page