top of page
  • Writer's pictureKasr Alainy

قاتل الوقت



"عَلى قدرِ أهْلِ العَزم تأتي العَزائِمُ

وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ"

-المتنبي

عادة ما تنتهي الخطط التي تبدأ بحرف ال(س) بعدم الاكتمال أو الاكتمال بشكل غير مُرضِ ومن ثم قد نجد أنفسنا في فخ عميق، وهذا ما يقع فيه الكثير منا. تلك الظاهرة تعرف ب “التسويف" أو "المماطلة "، والعجيب في الأمر أنه بعد الاعتماد على هذه الطريقة في إنجاز المهمات والواجبات المفروضة تارة تلو الأخرى، تتحول الى أسلوب حياة معتمد وموثوق، فتجد أحدنا يترك زمام الأمور ثم يعود من جديد في حلقته المفرغة من التسويفات حتي يدرك أن الوقت قد أحكم القبضة عليه، ومن هنا يبدأ في إتمام الأمر بأسرع ما يمكن تحت تأثير الضغط وهكذا.

إذا حاولنا تفسير هذه الظاهرة بأن الدماغ يحاول الهروب من الضغوط الواقعة عليه، فليس أمامنا إلا أن نلقي اللوم على رؤوسنا ونخلي مسؤولياتنا؛ ففي النهاية (دماغي هو المتحكم ولا يمكنني السيطرة). لكن في أحيان أخرى، قد تكون هذه المهام صغيرة لدرجة أنها لا ترقى أن نضعها ضمن الجدول اليومي حتى لا تفسده، ومن ثم تتكاثر هذه المهام الضئيلة بطريقة أو بأخرى حتى تجدها عبء يثقل خطاك ويربكك.

ما ذكرته يلخص بشكل واضح أسباب التسويف، لكن لكل داء دواء؛ فبوسعنا أن نكسر هذه الحلقة والخروج عن هذا السيناريو بعدة طرق منها:

أولا: يمكنك إتباع فكرة ذكية جدا للسيطرة على دماغك وهي أن تلقي بنفسك في نواة الأمور وتسلب منه فرصة الهروب، ويمكن استخدام "قاعدة ال ٥ ثوانٍ" في مثل هذه الحالة، وهي باختصار أن تقوم بالعد من ١ على ٥ ثوانٍ وتبدأ بالعمل قبل أن تنهي العد ومن ثم لا تترك فرصة للمماطلة أو الهروب.

ثانيا: أبدأ دائما بوضع خطة مسبقة لليوم، فعادة ما نميل الي إتمام المهام المحددة بدلًا عن غيرها.

ثالثا: بعد التخطيط ليوم جديد والبدء في التنفيذ، حاول أن تصلي الصلوات في وقتها وأن تصلح علاقتك مع الله سبحانه وتعالى، فإن ذلك حتما سيعينك في المضي قدما في طريق الالتزام والإنضباط

رابعا: كافئ نفسك بعد مهمة متقنة ولو بسيطة، وكافئها بعد يوم منتظم ورائع من الإنضباط والالتزام بالجدول المخطط له.

وفي النهاية انظر الي كل الأمور الصغيرة على إنها حبة القمح التي يوما ما تنبت حقلا...انظر الي الأمور الصغيرة على إنها خطوة إلى المهام المعقدة؛ فتعلُم لغة جديدة مثلًا ما هو إلا الالتزام بالإسماع الى محاضرة يومية لا تتعدي مدتها ساعة لكن تجدها في النهاية لغة جديدة. وتذكر دائما إنه ليس من الصعب الالتزام طالما كان محرك قلبك هو الهدف الذي تحلم بالوصول إليه، انهض كل يوم من فراشك وثابر بكل ما تملك من قوة لتحقيقه، فسيزيل شعور النجاح غبار ألم الطريق


شكر خاص

للكاتب: أحمد ياسر غلمش

لرئيسة التحرير: ريم أمجد

لمدققة اللغوية: آلاء جعفر

للمصمم الجرافيك: مالك يوسف الكسواني


82 views0 comments

Recent Posts

See All
bottom of page